يش المرأة في لبنان وضعاً شديد التعقيد، فهي تستطيع أن ترقص في النوادي الليلية حتى السادسة فجراً وتستطيع أن تُقتل تحت حجة “حماية الشرف” في الوقت ذاته وفي المنطقة ذاتها، وتستطيع أن تكون مديرة بنك وأن تكون مزارعة، تستطيع أن تكون عاملة تنظيفات وأن تستخدم عاملة أجنبية للقيام بمهمة التنظيف في المنزل. الفكرة هي أنّ هناك من التنوع في هويات وطرائق حياة النساء في لبنان ما يكفي لنبدأ بإصدار “صوت النسوة” لثلاثمئة سنة قادمة.
هذا التنوع والذي يكون فقط في الصفة ” متحررة، تقليدية، بلا أدب، متزوجة، مدام، جاهلة، بنت كلب، متعلمة، مجنونة، عانس، حلوة كثير، ما في أبشع منا، أم حنون، ست بيت، بقرة، سريلانكية، شرموطة، مثقفة ، شاذة …الخ.” ولا أهمية له في الحياة اليومية للنساء أينما كنَّ وبغضّ النظر عما يفعلن، فهن يتعرضن إلى الاغتصاب يومياً ويتعرضن إلى التحرش الجنسي واللفظي في كل ثانية ويتم فرض الزواج عليهن مبكراً ويتم حرمانهن من التعلم وتحويلهن الى معامل لإنتاج الأطفال كل يوم وكل ساعة وفي كل عائلة. و
يستطيع المرء أن يقول إنّ المرأة في لبنان إن وصلت الى مراتب ومستويات عالية في المجتمع والمؤسسات وهذا تقدم يجب أن نكون فخورات به، ونحن فعلاً فخورات به ولكن هذا لا يعني أنه يعفي المرأة سواء كانت ست بيت أو كانت صاحبة شركة من التعرض للعنف على سبيل المثال ولا يبررعدم وجود قانون يحميها ويعطيها الحق بالدفاع عن نفسها. في صوت النسوة، سنحاول أن نجعل الصوت أقوى من تلك الأصوات التي نسمعها في الشارع يومياً أو على التلفاز. سنكتب ونوثق تجربتنا في خوض معركة شديدة الأهمية للنساء في لبنان أينما كنّ، سنكتب عن الثورة التي تستطيع تحقيقها، والتي بإمكانها إيصال المرأة الى البرلمان اللبناني أو تسلم حقيبة وزارية لأنها تستحق ذلك ولأن لا هم لها إلاّ جعل حياة النساء في لبنان أفضل. سنكتب عن القوانين التي سنغيرها والتقاليد التي سنضعها في وعاء زجاج ونضعها على الرّف، سنكتب عن أنفسنا وعن أخريات.
Publisher:
Section:
Category:
