سألوا مرا ليش ما بتشتغل بتجاوبكن أول شي ببسمة (يعني باللبناني: “شو هالسؤال هيدا؟” أو: “شو بدي خبّر تخبّر؟ خلّيها بالقلب بتجرح ولا تطلع من التّم بتفضح”) بعدين بطعطيك مجموعة أسباب منّا حجج، منّا أسباب، ومنّا قصص حزينة لدرجة لمّا نحكي فيا منكذّب تما نزعّل اللي عم يسمع: • ”لمّا تجوّزت جوزي ما كان بيهين عليه إشتغل” : عادة هيدا السبب بيلحقه تعليل (راجع الأجوبة اللاحقة لمزيد من المعلومات). لأنّه تلتّرباع النسوان (والرّجال) بتعرف إنّه ما بقى مأنوسة من الرجال قمع المرا واستقلاليتها بهل الوقاحة.
"لمّا صار عندي ولاد (أو ولدين، أو تلات ولاد…) ما عدت لحّق عا مسؤوليات البيت والشغل”: هيدي، برأيي المتواضع، أكتر الحجج الذكية والمبدعة، لأنّو هيك حجّة ما بتذكر الرجال وبالتالي بتطّلعه براءة من تهمة التقصير بواجباته المنزلية وتدمير اسقلالية مرتو المادية. بنفس الوقت، هالحجة بتصوّر المرا على إنها الأم المتفانية يلّي بالتالي ما ممكن تفشل بمربا ولادها. بس بالنهاية، ليش المرا الوحيدة المسؤولة عن البيت والولاد، ليش ما بدّو الزلمة يساعدا؟
• ”يا خيتي، أنا مرا ما معي شهادة، شو بدّي إشتغل؟ وإذا اشتغلت قدّيش رح طلّع؟ ما بيطلعوا بمصروف الطريق”: هيدي هيي أبشع حجة. مظبوط ميّة بالميّة. تلتّرباع الوقت إذا المرا اشتغلت ما رح تطلّع شي. لأنو بكل بساطة رح تقبض أقل مما بتستاهل وأقل بكتير من حاجاتها… فلشو؟
• ”أنا ما إلي جلادة ولشو الشغل؟ جوزي مأمّنلي كل شي أنا عايزة وكتّر خير ألله”: أنا شخصياً كتير بحب هيدي الحجة لأنو هيدي قمّة الأستسلام للأحكام المسبقة عن النسوان، قمّة التّبني للنظام الذكوري السائد، قمّة الإستسلام لنظام تحطيم وتحجيم المرأة. إنّو ليش المرا ما بدّا تحب الشغل؟ إنّو ليش الرجال بدّو يحب الشغل والمرا لأ؟ أكيد المرا بتحب الشغل، فعلياً ما في مرا ما بتحب الشغل ومش بالعكس. ورجعوا قروا هالحجّة.. أهمّ شي ال “كتّر خير الله” ‘إذا أول شقفة ما قنعتكن بدرجة الإستسلام اللي بتحملوا النسوان، كيف فيكن تفسّروا تاني شقفة. أهمّ شي ال”كتر خير الله” أهمّ شي إنو نرضى بقسمة الله، أهمّ شي ما نفكّر شو كان ممكن نحقق لو جرّبنا نشتغل، أهمّ شي ما نفكّر شو كان ممكن نحقق لو استثمرنا طاقاتنا… أهمّ شي نرضى بالموجود ونسكت.
• ”المرا مش مطرحها برّات البيت”: وين مطرحا المرا؟ بالبيت؟ تتهتم بالولاد؟ معليش سمحولي فيا، هيدي إهانة لكتير من الإمات. الأمومة رغبة، الأمومة مهنة، حرفة وعا شوي موهبة. مش كل النسوان عندن ييها، مش غلط المرا ما يكون عندا هيدي “الرسالة” بالحياة. ما منصير إمات لأنّو خلقنا مع “كس”! • ”لشو؟ تكل يوم يتحشّر فيي مين ماكان عالطريق؟ وتلطيش وزناخة؟”: للأسف، ما عندي جواب عا هالحجة. التّحرّش الجنسي جريمة مقبولة إجتماعياً. هيي جريمة أفظع من السرقة والضرب، شي مرّة سمعتو حدن فات عالحبس لأنّه زنّخ عبنت عالطريق؟ لأ. شي مرّة استضاف برنامج “أحمر بالخط العريض” شي متحرّش جنسي، حطّوا ورا برداية وشوّهولوا صوته وصار يحكي بخجل وأسف عن كيف كان يتحرّش بالبنات؟ لأ. الخجل للعار للمثليين والشراميط مش “للرجال”. والتحرّش مش جريمة، التحرّش نوع من تظهير لواقع الحياة: الطريق بتبقى للرجال وأزغر رجّال عالطريق إلو حقوق أكتر من أكبر مرا عالطريق. بس ما نغلط هون، المشكلة منّا المرا اللي عالطريق، المشكلة منّا حتّى الرجّال اللي عالطريق، المشكلة هيي الصمت والتواطؤ الإجتماعي اللي بدّو يحجّم، يحطّم ويخوّف المرا تما تسترجي لا تنزل عالطريق ولا تشتغل ولا تحب تشتغل حتّى.
• ”والله أنا كنت إشتغل بالمطرح الفلاني بس ما كنت مرتاحة، صاحب الشغل كان يقلل أخلاق معي فا قلت بلاه وبلا شغلو”: كمان شو بدّنا نحكي تنحكي؟ مظبوط، إذا عم تشتغلي مع رجّال (ان كان صاحب الشغل أو زميل) في إحتمال كبير إنّو يتحشّر فيكِ. ليش؟ الأسباب/الحجج كتيرة بس بالنهاية، بيعملا لأنّو بيقدر. بالنهاية، المرا بتتوظّف كبائعة أعضاء تناسلية قبل أي شي تاني. فتحوا صفحة المبوّبات ولوّنوا بالأحمر كل إعلان بيقول “مطلوب بائعة”، ” مطلوب آنسة”، “مطلوب شابة أنيقة”… ورجعوا شوفوا الصفحة كاملة، من دون مزح بتصير الصفحة نصها حمرة! سألوا أية بنت عن هندام “الجوب إنترفيو”… ممكن يكون بيفرجي الجانب المحترف بس عالأكيد بفرجي كل جوانب الأنوثة. وسألوا البنت إذا شي مرّة سترجت تروح بتياب مريحة أو ما كتير أنثوية… وهون كمان بدّا كتير مجهود شخصي تما نوقع بنفس الغلطة اللي حكينا عنّا قبل، المشكلة هون كمان منّا لا الزلمة ولا المرا، المشكلة إجتماعية والحل بإنّو نحكي ونفضح هالجريمة الإجتماعية.
• ”إنّو الأشغال اللي ممكن أعملها بتفرض عليي سرّب عالبيت بعد العتمة وأنا ما معي سيارة”: سلبة… كتير سلبة! هالحجة سلبة لدرجة صارت حجة بتفسّر حالا بحالا. مرا+ليل-سيارة=أكيد لأ! ليش لأ؟ ليش المرا ما ممكن تسرّب عالبيت بالليل؟ بليز ما تقولوا “مش حلوة” أو “مش مطرحا” … وبليز رجعوا قروا اللي انكتب قبل. الهدف من كل اللي كتبتوا مش إنو يإس البنات من وضع المرأة العاملة. أنا إمرأة عاملة، صاحبة شغلي إمرأة عاملة، أعزّ الناس عا قلبي نساء عاملات، مثالي الأعلى امرأة عاملة.تسعة وتسعين من النساء أكتر من نساء عاملات (هنّي نساء بتشتغل عمدار الساعة). بس صرختي على ظروف عمل النساء. صرختي عا إحتقار عمل المرأة. صرختي عا إستسلام المرأة لنظام بيحقّرا وبيحطّما. صرختي لأنو المرا ما بتساند المرأة العاملة، بالعكس بتحطّما. صرختي إنو المرا ما بتقدّر طاقاتا، ما بتتمرّد، ما بتنطفد، ما بتقاوم النظام… في كتير إشيا بدا تغيير، وفي كتير إشيا رح تتغيّر إنتو عطونا وقت وشوفوا كيف منغيّر العالم إبتداءاّ من لبنان، إبتداءاً من مركزنا ببيروت. ووعد منّي إلكن هيدا مش ضرب من الرومنسية، هيدا المستقبل اللي عم نرسموا اليوم وقد أعذر من أنذر
Publisher:
Section:
Category: