اراقة دماء، قتل، حصار، و حرمان الاهالي و الاطفال من المواد الاولية و الغذئية،حملات اعتقال، تعذيب...
ليس بالامر المستغرب ان يقوم نظام كهذا بممارسة هذا النوع من الوحشية، اقله على اللبنانيين. فهذا النظام نفسه هو من تولى القضاء على المقاومة الفلسطينية في لبنان و اخذ مهمة اخراجها، هو نفسه الذي احتل لبنان لمدى سنوات راعيا نظامه وكافة اشكال الفساد فيه. كما انه مارس انواعا من الاجرام تشبه الى حد كبير افلام الرعب و الكوابيس، فهو يبدو بالفعل من خارج الحياة والانسانية . لقد مارس هذا النظام ابشع انواع الاجرام والعنجهية . كثير من هذه الجرائم التي لا تغتفر ما زالت مستمرة حتى اليوم كخطف الناس و ابادتهم كالذباب حيث لا يستطيع كائن من يكون ان يعرف مكانهم و لا حتى الذباب الازرق كما يقولون .. و من جرائمه التي لم تنته و لا يمكن نسيانها ايضا هي انتاج طبقة سياسية فاسدة و مجرمة و حمايتها بنظام يلائم تطلاعتها الى مزيد من الفساد و العنف..
المستغرب هنا هو ردة فعل اللبنانيين، و التضامن الهزيل و شبه المعدوم من شعب ذاق مرارة النظام السوري . حتى اليوم لم تتحرك حركات التضامن بشكل جدي من لبنان، مع ان التضامن هنا امر بديهي و عضوي . فالجلاد واحد !
يبرر كثيرون هذا الصمت المشارك بالجريمة بان دعم سوريا انما هو لمصلحة 14 اذار و حلفائهم الاميركيين ، بينما نرى مواقف سعد الحريري الذي راى ان ما يحصل في سوريا شان داخلي و لا يجب التدخل بالتالي بشؤون سوريا . هذا هو النفاق بحد ذاته ! و لكن الم نتعلم و لو قليلا عن ماهية النفاق ؟ او ان النظام هو النظام و الشعب هو الشعب و هما خطان متوازيان لا يلتقيان ؟ الم نشهد كيف ان النظام اللبناني و على مدى سنوات تقارب في عددها تاريخ لبنان ، وبمختلف سياسييه و مؤسساته المتارجحين بين معارضة و موالاة لطالما اعتاشوا من هذا النظام، تواطئوا معو، حموه و حماهم !
و لكن مهلا ماذا عن قوى اخرى قامت بدعم الشعوب الثائرة و لم تحرك ساكنا و هي ترى الدماء السورية . هل الدعم بالنسبة اليها اصبح مشروعا؟ ام ان النظام السوري اصبح منزها. فالحزب الشيوعي اللبناني صرح مشيدا «بالخطوة التي أقدمت عليها الحكومة السورية الجديدة برفع حالة الطوارئ» آملا ان «تسارع الى تنفيذ سائر الإصلاحات التي تقدم بها الرئيس بشار الأسد». ، اما التنظيم الشعبي الناصري فقد اعتبر على لسان رئيسه اسامة سعد «إن أي عاقل يدرك أن تهديد أمن سوريا هو تهديد لأمن لبنان. ونحن نحذر هذه الجماعات من أي تماد في مشروعها المستند إلى التوجهات الأميركية والرجعية العربية»، اما اتحاد الشباب الديموقراطي فقد اصدر بيانا “تضامنيا” و لكنه في الوقت نفسه لم ينس ان يحذر من “المؤامرات الخارجية”، و اخيرا فقد وصف الحزب الديموقراطي الشعبي ما يحدث بسوريا ” ببؤر العنف و التوتر”.. هذا و قد عم شبه صمت على المجموعات اليسارية الصغيرة لسبب مجهول ربما هو مساومة مع “قوى” اليسار!
ان هؤلاء و يا للصدفة هم نفسهم من يريدون اسقاط النظام الطائفي و رموزه في لبنان ، و لكن السؤال هنا كيف يمكن لهؤلاء ان يسقطوا نظاما عبر حماية راعيه و المصدر الذي يستمد منه النظام اللبناني قوته على مدى السنين و الازمات . كيف يمكن لحراك يدعي انه ينادي بمطالب شعبية ان ينحاز الى نظام ديكتاتوري، و مجرم و ان يدير ظهره الى شجاعة الشعب السوري و ممارسته ؟ و هل يمكن لهؤلاء ان يدافعوا عن نظام ما لم يكونوا مستفيدين منه؟ و اذا كان النظام السوري ركيزة للنظام اللبناني فهل هم مستفيدون من النظام القائم حاليا؟
و في النهاية كيف يمكن ان نثق بمن يسكت عن الجريمة، و من نشكك باستفادته من النظام و كيف يمكن لهؤلاء ان يغيرو و لو قيد انملة في النظام. ان التضامن الشعبي وحده دون اي شرط، هو من يصنع الثورة و ان الشعوب الثائرة بالفعل حاليا هي من يمكنها ان تفهم ما هو التضامن ففاقد الشيئ لا يعطيه. و ها هي ثورة البحرين تعلن ان يدها بيد الثورة السورية رغم التضليل الذي يريد للطائفية و الاعتبارات الاخرى التي يبني عليها الكثيرون هنا ان تشوه حق الشعب السوري في ممارسة حريته.
فليسقط بشار الاسد و ليسقط الصامتون ايضا !
Publisher:
Section:
Category: