نها تمطر في اليوم الذي يسبق عيد العمال. وانا اقترحت أن أكتب شيء ما عن المرأة في هذا العيد. قررت في الصباح أن أعتذر من سارة، لا وقت لدي، لا موارد بحثية كافية، ولا مراء لي. لكنها الآن تمطر على مهلها بتؤدةٍ.
قالت لي أمي، سلمى، أن عيد العمال هو لكل البشر. ولأن أمي تحتفل بكل الاعياد التي من الممكن أن تعثر عليها، أنا معتادة أن أُعيّد لأنني طالبة مدرسة، ثم طالبة جامعة، ولأنني الآن في سوق العمل. في كل مرة أردّ التعياد، لكن اليوم أريد أن آخذ المبادرة وأعيد إمرأة أنا إخترتها.
لا معايير لدي، لا مرشحات ولا تصفيات، وأعرف أن هناك العديدات، لكني وبحكم الصدفة، أعرفها هي جيدا.
لذا يا سلمى،
ليس لأنك بدأت العمل كمستعلمة(في قسم الاستعلامات) في مستشفى في صيدا، وأنت طالبة في عمر 17 عشر ، اخترتك.
ربما لأنك في سن الثالثة عشر رفضت أن تتزوجي من قريبك القاطن في الأردن. أمي تصوري لو اني ولدت في الاردن. شكرا. أصررت على رفض الزواج، وحين زوّجوك غصبا وقفت أمام لقاضي ورفضت أن تكوني سبيّة.
لأنك انخرطت في جبهة العمل الوطني، وكنت مع منظمة العمل الشيوعي. والآن حين اردد اسمك، خاصة في جريدة السفير، يضحكون، يتذكرون فتاة منطلقة، كثيرة الابتسام، تمشي بدلٍّ. تعرف أنها جميلة وقوية لذلك لا حاجة للاستقواء أو المحن. أراك في عيونهم. وأعترف كان صعبا علي ان أراك صبية، تجذبين الشباب الطيبة، وربما تختالين في مخيلاتهم بإباحية.
لانك بعدما أصبحت أرملة، عملت لتربيتنا أنا وأختي على الحرية. وأنا وانت نعرف نظرات الأهل والأصحاب.
ولأنك حاربت النكد من أن يدخل بيتنا، وكنت قاسية في حربك، لا ترحمين، تطردين.
لأننا لم نكن نراك كثيرا. دوام الحركة الاجتماعية يبدأ عند 8:30 وينتهي قبل ورشة العمل والاجتماع مع البلدية، والمهرجان.
أتذكرين مهرجان صيدا؟ سحر الماضي والحاضر، تريدين العالم كله ان يعرف أنك أسميته هذا. أتذكرين شريتح ومحمد وشيرين؟ شكرا لأنني في سن التاسعة عشر، حضرت اجتماعات تريد رقص وفرح وأبواق في صيدا. ولأني درتُ على العرسان اسألهم ماذا يحتاجون لاتمام عفش بيتهم. أذكر عريس في صيدا البلد، قال أنه يحتاج الكثير وأخذني انا وكمال حنيني الى بيته، أشار باصبعه راسما دائرة حول أرضية البيت، وقال أنه ولو طلب، لا مكان للمطالب.
يرسم ما كتبت أم جذلة، مثابرة، مناضلة. أعرف ان الأمور ليست جميلة كالمفردات، أعرف أن أمّكِ كانت ستتطلَّق، وأنك عشتِ عند جدتك، يوم رفضت العريس قرايبنا. في سن الثالثة عشر؟ هذه الندوب أكيد تبقى.
ربيتِ فتاتين، عملتِ مدبرة منزل وناشطة اجتماعية بمعاش واحد، وحاربتِ لتلبسي بلوزةً حفر وشورت جينز. أعرف أن الحرب توجع. نظرات الأهل والأصحاب. أعرف أنك حتما تذرفين دمعة أو اثنتين وأنت ترفعين غطاءً عليك لتنامي وترتاحي.
بكيتِ عندما كنت مريضةً من شهر، لا تدرين كم تفاجئتُ. شكرا لأنني لا اراك تبكين.
أنت العاملة التي أريد أن أحتفل بها في الأول من أيار. عاملة نسوية من دون الحاجة لهذه الماركة المسجلة. وغدا، سأقول لكل من ألتقي به، سلمى أسمت مهرجان صيدا سحر الماضي والحاضرa
Publisher:
Section:
Category: