قلي إن هو من الجامعة اليسوعية عام يدرس طب وعم يعملو دراسة عن الصحة النسائية .كان صرلي بالشغل شي 12 ساعة وعل طريق مشيت شي ساعة كان راسي ما عام يفرز(يمكن يكون هيدا تبرير لأنو أهلي فهمّوني إنو غلطة الشاطر بالف وانا شاطرة ) المهم، قلي طلعي معي أنا نازل عأوتيل ديو، وانا بيتي بالاشرفية، فطلعت معو لجاوبو ع كم سؤال وبطريقو بوصلني عل بيت.
ديماً كنت فكر إنو التحرش الجنسي، أو الإغتصاب بصيرو بالطبقات الفقيرة، محل ما بكون في حرمان مادي ومعنوي وجنسي، كانت دائماً صورة المتحرش براسي وحدة ر“جال“، “فقير“، شوفور” تكسي أو” عامل “بشي ورشة أو شاب وضعو المادي مش منيح و” بيقعد” عل رصيف بالشارع وبيتحرش بالنسوان، كان عندي ثقة بالأطباء لأنوأنا كنت عم بدرس طب أو يمكن لأني كنت فكر انو هني من” طبقة” ما ممكن تأذي الطبقة إلي تحتا وأنا كنت من الطبقة يلي “التحت“.
المهم، طلعت بالسيارة، وحسيت في شي مش تمام، لأنو كان عم يسألني اسئلة وانا جاوبو ببرأة أو بهبل لحد ما مد ايدو على جسمي، وعلى أعضائي الجنسية، وهون جمدت، وصرت اعرق ودقات قلبي كانو عالين لدرجة ما بقى سمعتو، وصار كل شي يسألني ييه قلو إيه، وهو يمشي بالسيارة علبطيء علبطيء، و حسيت إنو روحي عم تطلع.
هلق أكيد عم بتقولو ليه ما نزلت من السيارة؟ ما بعرف ليه ما نزلت، أصلاً ما بعرف ليه طلعت وبعدو كان عم ب“دق” في وانا متل الجثة قاعدي بس عم تتنفس، وعم بطلع عل كيلومتراج عشرين كيلومتر بالساعة، كأنن عشرين ساعة من عمري عم يمرقوا بهلطرقات.
طلعنا من الزلقا قربنا عل بيت، لأ فتنا بالجديده، بعدين دورة، وهلدراسة ما عم تخلص والأسئلة الشخصية تزيد، وما كنت “حس ع دمي” وقلو وقفلي بدي إنزل. أصلاً كيف بد حس وانا الدم بجسمي نشف والعرق كأنو ركضت ألف ميل. ما كان في شي عم يشتغل بجسمي، غير عقلي يلي عم يحسسني بالذنب، بالخجل، بالقرف، بالعجز، بالضعف، وبالكره لاني بنت، بالإحتقار لنفسي، بالندم. ما حسيت اني ضحية المتحرش للحظة، أنا كنت هبلة وهو استفاد. ووصلت عل بيت وحسيت بالبرد، رجع الدم يمشي بجسمي، خُلص الكابوس الأول وقتى فتت نام بلش الكابوس التاني: بخبر أهلي؟ أكيد لأ! شو بدي قلن؟ سمعتو عن مغامرات بنتكن مع المتحرش جنسياً؟ كانو راح يسمعو مغامرات بنتكم الجنسية! شو بدي أعمل ؟بتشكى عليه؟ بدي إتشكى ليتحرش في الدركي مرة تانية؟ وجدت الحل اني إكتب واحكي أحسن ماضل قاعده عم ببكي.
مرت سنه عهلخبريه، تخطيطها؟ أكيد لأ. بس بطلت اسمح لعقلي يحسسني بالذنب، بالخجل بالأرف، بالعجز، بالكره لكوني بنت، بالإحتقار، بالندم. ما بسمحلو لعقلي إلا يفكر كيف بدو يدافع عن جسمي بحال تعرض لتحرش جنسي، ما بسمحلو إلا أن يؤمر إيدي انها تكتب عن التحرش الجنسي وتكتب انو مش انا الغلط، بل التحرش الجنسي هو الغلط.
Publisher:
Section:
Category: