الكتابة معظم الوقت أفضل إذا كانت موضوعية، بس سامحوني في بهيدا الموضوع، رح كون شخصية. لانو القصة صارت شخصية.
قصة الامان والاستقرار والايمان، وحرب وجود أو إلغاء، ببلد فرغ كل هل كلمات من معانيها، وصار أئمن شي في، الرحيل منه.
أزعج شي عندي بالدنيا هو الشعور بالضعف، الشعور إني أنا وكل امرأة عايشي بهيدا البلد علقانين بدوامة ما منعرف أمتين بلشيت، أو امتين رح تخلص. بس بعرف كيف صارت القصة من لطشه على الطريق، ما منسترجي نرد عليها لأن بحسب تربيتنا منفقد“أنوثتنا“، ل سكوت عن التحرش فينا وجراثيم الاغتصاب يلي تمارس بحقنا ومنسكت عنها باسم الشرف والعفة والجرصة و“الشو رح يقولو عن الجيران”.
مش رح تعب حالي بالتحليل عن بداية ونهاية، بس رح خبركن إنو أنا كأمرأة بهيدا البلد بمواقف معينة، بحس بالضعف. أذا كنت جايي ع بيتي بالليل، وقرر حداً يغتصبني مين رح يمنعوا؟ القانون؟ الدركي بالمغفر يلي رح يسألني
“ليش لبسي هيك“؟ مع إنو أنا حرة البس يلي بيعجبني، أد ما كان شي مكشوف أو مضبوب، وكيف بلبس ما بحدد مين أنا ولا بيلغي الخط الأحمر، يلي هوي جسمي، و يلي ممنوع حداً بغير ارادتي يلمسو . ولا المجتمع يلي رح صير بالنسبي لإلو قطع غيار، موضع شماتة وشفقة و“شو كانت عم تعمل هيه برات بيتا بنص الليل“؟ أو “أكيد هيّ أغرتو بنص النهار”.
أكبر مشكل بهدد أمني الشخصي وأمنك كإمرأة هوي العيب، وضعف قوى الردع، والسكوت والخجل
. كم جريمة إغتصاب بتصير للأسف كل يوم بلبنان؟ كم جريمة تعدي وإغتصاب لحريتنا وحقنا بالوجود بالطريق بالليل أو بالنهار منتعرضلها كل يوم كنساء، إذا كانت ع شكل لطشة أو غمزي أو لمسة من أشخاص غرباء أو قريبين مفكرين إنو أجسادنا ملكية عامة بمجرد كونا نساء.
بتسمعو بالأخبار شي عن قصص إغتصاب، إلا القصص يلي للأسف بتنتهي بوفاة؟ في بنش
رة الأخبار، نشرة التحرش يلي متلا متل الطقس بتصير كل يوم بس الفرق بينا وبين الطقس إنو الطقس شي من الطبيعة، بس التحرش والإغتصاب شي مش طبيعي ولا إنساني، وتنيناتن بصيروا كل يوم.
امتين رح ينتقل العيب من الحديث عن الإغتصاب، للعيب على القوانين يلي ما بتجريم هيك فعل مزبوط، للعيب على المجتمع يلي بيتقبلو وبخبي وبيسكت عنو، للعيب على الوزراء والنواب وخاصةً النساء منن يلي ولا مرة وحده منن فكرت تطرح هيدا الموضوع وتعالجو كقضية وجود بحت، هيدا بالنسبي لإلي فعل خيانة ما بدي بقى خاف إذا ضيعت مفتاح البوابة بالليل، أو إذا كنت عم بتمشى بنص النهار، ما ب
دي بقى حس حالي فريسة، بدي امشي بالشوارع وحس بالأمان، ما بدي بقى اتفادى امشي بالطريق بس لأنو ليوم ما اللي جلادي أعمل مشكل، و ل بدي ضل عأعصابي بالسرفيس وايدي عمسكة الباب.
الحياة مش لازم تكون حرب، الضهرا من البيت مش مفروض تكون حرب، كل يوم بضهر من بيت، برجع برسم حدودي من جديد، ماسك التعصيب وج مكش مع نظرة البقبرك إذا بتقرب، وليستا طويل من الأجوبة عن لطشات،
بتمنى ما ورثها لولادي، وحتى هيدول ايام ما بينفعوا، بس مش يعني رح نسكير عحالنا بالبيت ونختفي. فشر.
الاغتصاب والتحرش هني فعل ذكوري برأيي المتواضع جزء من بروباجندا الغائنا من الطرقات من أماكن العمل الغائنا من كل شي إلا المنزل.
مش رح يقدرو يلغونا، مش رح إليك نزلي عالطريق وتمشي وحدك بالليل،لأنو الطريق مش أمان، بس رح إليك تعي ننزل كلنا كل يوم و عالطريق، كاسبات وجود كموقف سياسي، ننزل بالعشرات، بالمجموعات، خلينا نحمي بعضنا، نحمل معنى أدوات حماية متل رذاذ الفلفل أو زمور، خلينا نحضر صفوف للدفاع عن النفس، (هلأ بيتهمونة بالتحريض على عنف وبينسو يلاحظو العنف يلي بيتعرضولو أجسامنا كل يوم ) لنوقف هيدا الشعور بالضعف، لأنو هيدا الشعور موقفنا عن إسترداد حقنا بالوجود.
لنحمي نفسنا لأن لا المجتمع، ولا الدولة ولا حداً غيرنا رح يحيمنا!
Publisher:
Section:
Category: