Forums:
أن تكوني امرأة في لبنان تجربة ظريفة، فكيف لو كنت امرأة وحامل؟
فالاجتياح والإرهاب الاجتماعي الذي يسبق الحمل ويرافقه تجربة لا تُفَوّت. بعد ثلاث سنوات من الزواج، أصبح الحمل مطلب جماعي، والكل يسألك: "شو ما في شي عالطريق؟ (مع هزة رأس وابتسامة غريبة).
حتى الناطور والجارة التي بالكاد أعرفها..."شو ناطرين يعني؟ هيدا قرار ولّا... ؟!!!!" (ولّا شو؟؟؟). وعندما تتحقق "المعجزة"، كل الاسئلة تصبح مباحة: "بنت ولّا صبي؟ يلا معلي كمان البنت حلوة... بسيطة بتزينيها بعريس انشاء الله."
"بدك ترَضعي؟ ايه لازم هيك احسن"... "حاولتو كتير قبل ما تحبلي"؟ (عفوا بس حاولت شو بالظبط؟)... "شو رح تسمّيها؟؟ .... أه اسم عربي، حلو (مع قليل من المجاملة وكثير من الخيبة) بس قديم! يعني هيك ﺇسم ستها؟؟ أنا بحب لانا" (برافو).
ولكن أجمل ما في الحمل، هو تحوّل جسمي إلى ملك عام، إذ بمجرد ما بدأ يظهر الحمل حتى أصبح جسدي مكاناً عاماً ومسرحاً لكافة التعليقات والنصائح واللمسات... نعم اللمسات. لم أستطع أن أفهم حاجة الناس للمس وتدليل البطن بحجة وجود طفل ما بداخله... وهنا أبدع المجتمع : "كيفو البطون؟ (عودة الابتسامة الغريبة)... ما تحملي هالكيس ما بيسوا... ما توطّي (ليه بينزل الطفل؟)... ما تطلعي عالدرج (ليه كمان بينزل؟)... ما تنضفي (خَي)... ما تسوقي" (عنجد؟؟)".
إي اذا كنت حاملاً، توقفي عن الحركة، توقفي عن العيش... فالخروج متعب والعمل رفاهية. وأصبح الجمبع مهتماً بجسدي: "عم تزيني وزنك؟ ليزم تنتبهي ما تنصحي كتير!!"... "أكيد معك بنت لأنك رايحة بالعرض"!!! "كيف بدّك ترضعي وصدرك هل اد زغير؟" "بدك تتظاهري إنت وحبلا؟ معقووول؟؟ روحي انضبي عبيتك".
حلو... حلو كتير... يعني كان بعد ناقص دخّن...
ديانا عباني