Forums:
لما شفت بوست "رسالة من تحت الماء"، وفكرت إنو شارك وإكتب أنا كمان قصة من هلقصص اللي بس البنات فيهن يخبروون، ما كنت قادرة فكّر بقصة معينة. التحرشات، المضايقات والتمييز مش قصص مميزه. بفكر فيهن تماماً متل لما بحاول اتذكر شو أكلت مبارح، كأمر واقعي من الحياة اليومية. بس بأول الشهر، بآخر صف يوغا وتنفس كان مفروض "يفتح أبواب الذاكرة وينقيها من الذكريات المسمّة والتروما"، فجأة، عرفت شو القصة إللي لازم خبرا. اجت على راسي لوحدها. القصة قديمه وأنا كنت "ناسيتها" وما خبرتها لحدا لما صارت، لأنه كان دايماً عند شعور بالخجل والذنب كتير كبير تجاهها. في مرة حاولت إحكيا لحالي براسي، بعدين لقيت حالي عم كذب وغير لي صار بشكل اقدر إقبله أكتر وإكره حالي أقل. بس القصة الحقيقيه حدثت كما يلي:
لما كنت بالثانويه، يعني كان عمري ١٦ ، ١٧ مفروض، كنت إرجع من المدرسه عالبيت مشي. وبيوم بيحصل هيدا الحوار مع رجال خمسيني بوقفني وبيسألني :
- عفواً، قدي الساعة معك؟
- سوري عمو، أنا ما بحمل ساعة
- عمو، إنت صفرة، وجك لي هيك أصفر؟ مريضة شي؟
- لأ أنا منيحة (وبمشي بطريقي. بيلحقني وبيوقف قدامي)
- معليش ما تخافي أنا دكتور. فرجيني عيونك؟... أف شكلك مريضة! إذا بدك أنا عيادتي قريبه هون! فيي إفحصك.
أنا هون طبعاً خفت كتير، وصرت إتخيله عم يخطفني ويحبسني ب"عيادته". فهمت طبعاً إنو عم يتحرش فيي بس ما بعرف ليش، ما قدرت امشي وتسمّرت محلي (بنص شارع ذقاق البلاط ).
- لأ معليش أنا كتير مستعجلة ولازم امشي لو سمحت. لو سمحت.
- ليش خايفه عمو، أنا دكتور!
- مش خايفة بس مستعجلة ولازم امشي!
- طب خليني اسألك بركي فيي ساعدك من دون ما تجي عالعيادة. إنت بتجيكي الدورة شي؟
بهاللحظة فعلاً صار وجي أصفر. حسيت بالدم عم ينسحب من وجي وقلبي صار يدق بسرعة.
-...
- عرفتي؟ يعني بينزلك دم؟
- لأ
كذبت.
كنت بعقلي عم قول إنو تنيناتنا منعرف إنو مش دكتور وإنو مش لازم جاوبو. بس ما بعرف ليه ما كان عندي القدرة إنو صرخ بوجو "يا حيوان" وامشي. كان عندي رعب إنو ممكن يعصّب و حاسة إنو أنا لازم إنسحب من دون ما هو يفهم إنو أنا فهمت. المقاومة الوحيدة لي قدرت اعملها هي إنو كذّب. صرت جاوب غلط عكل اسئلته.
- طب عالسليب ، بتشوفي هيك شي أصفر؟
- عفواً؟
- بتشوفي شي أصفر على تيابك الداخلية؟
- لأ ما بعرف. لأ... معليش بدي امشي لو سمحت.
- معليش يا عمو أنا دكتور. عندك شعر طيب على صدرك أو تحت؟
- .... لأ
(الأسئلة استمرت شي ١٠ دقايق بظن، أنا هول اللي بتذكرن منن)
-هم.. طب أنا عيادتي قريبة، هون فشخة! خليني افحصك اطمن عليكي! وجك كتير أصفر!
براسي: هم.. هو عم بفتش ع بنت زغيره يعني؟! يا الله ليه كذّبت!؟
- معليش أنا كتير كتير تأخرت ولازم امشي!! أنا ح امشي! معليش لو سمحت!
- طيب أوك أوك ..
ليش كنت ناطرة إذنه لامشي؟!
ومشيت أسرع شي فيي وخفت اطّلع ورايي شوف إذا عم يلحقني. حسيت إني هبلة وضعيفة وجبانة وعاجزة. وكرهت حالي لأني ما قدرت قله بوجو إني مش هبلة، و إنو ما بدي جاوب على اسئلته وتحرشه وصرخ عليه وامشي.
لحد ليوم ما بفهم شو إلي خلاني عاجزة بهالشكل وشعور الذنب والخجل ما راحو. وشكلن صار متل شكل وجو الأصفر إلي ما بقدر انساه.
لحد ليوم ما بفهم شو إلي خلاني عاجزة بهالشكل وشعور الذنب والخجل ما راحو. وشكلن صار متل شكل وجو الأصفر إلي ما بقدر انساه.
ن. ص.