شو جاب النسوية للموضوع؟ هل هناك حاجة للنسوية في الاحتجاجات الحالية في لبنان؟

ستيفاني جسبيه

لميا مغنية

 

خلال الاسبوع الماضي اجتمعنا كنسويات لنناقش دورنا في المظاهرات التي تجري حاليا في لبنان. كنا قد انضممنا الى الاحتجاجات منذ يوم السبت في الثاني والعشرين من آب كافراد، كما العديد من الناس. انصهرنا في البدء في حركة الشارع العفوية مع المطالب الحياتية، مجرّد اجسام نسائية في الساحة.

كنّا حائرات. تناقشنا حول مدى فعاليتنا في هذه الاحتجاجات وتساءلن عن مدى الحاجة لخطاب وتأثير نسوي على الحركات الاجتماعية-السياسية التي بدأت تتألف، أم أنّ النسوية باتت ثانوية امام المطالب الحياتية الطارئة كالكهرباء والماء والنفايات. قررنا انّ نخرج معا كنسويات الى ساحة الاعتصام وحملنا يافطات لم تكن بحد ذاتها تعبّر عن مطالب معينة، لكنها عكست مواضيع وقضايا أردنا طرحها في الشارع ومناقشتها مع المتظاهرين. مواضيع احسسنا انها اغفلت أمام المطالب الاكثر شيوعا:

C:\Users\samsungi3\Desktop\dossiers\SAWT slogans.jpg

العدالة للنساء. فليسقط النظام الذكوري القاتل #ذكوريتك_بتقتلني

نظام الكفالة كمان زبالة. ما ننسى حقوق العمال والعاملات الأجانب #عدالة اجتماعية

عين على الحلوة وعين على رياض الصلح #تضامن

خلوا الجدار وشيلوا الحكومة والبرلمان

 

وقفنا في الساحة امام جدار السلطة وحملنا يافطاتنا. بعض المتظاهرين امتعض من الشعارات والبعض الآخر وافق معها. أتى شاب وصرخ بنا: "هوّي انا المشكلة يعني؟ يعني دايما الرجال هنّي المشكلة؟" ورحل قبل ان نستطيع التكلم معه.

أتى شاب آخر وقال:

"حبيت شو كاتبين. بس مش حاسين انه كثيرعم توسّعوا المطالب هيك

؟ لازم كلنا هلق نركز على مطلب واحد..انا بالنسبة لالي المطلب هوي الانتخابات

. كله هودي اشيا ثانوية بتجي لحالها بس يصير فيه دولة جديدة".

 

لكن ماذا نفع الانتخابات اذا كانت ستنتج السلطة الطائفية العنفيّة ذاتها، نظام الكفالة ذاته؟ النظام الذكوري ذاته؟

 

كلما ظهرنا اكثر كنسويات في الساحة اصبح النقاش حول دورنا في الاحتجاجات مركزيا: هل هناك حاجة لنسوية في ظلّ الاحتجاجات الحالية في لبنان؟

في مظاهرة 29 آب ، قرأت صديقة يافطتنا عن ذكورية ،تحرش وعنصرية السلطة

ذكوريتك وعنصريتك بتقتلني #باسيل_والمشنوق_متحرّشين_علمفضوح

 

وقالت:

"بس بلبنان كثير وضع الاعتصامات منيح مقارنة مع مصر

. لحدّ هلق فيكي تنزلي على الشارع وما حدن بتحرّش فيكي

. بمصركان الوضع مصيبة"

 

كما كتبت ديانا مقلد مقالا في الشرق الأوسط عن النساء المتظاهرات في لبنان، ردّا على التعليقات المنمطة الجنسانية (ما سمته "بالتنميط التاريخي بحق اللبنانيات") بحقهن كمتظاهرات "لبنانيات":

C:\Users\samsungi3\Desktop\dossiers\Diana Mokalled.jpg

 

نودّ ان نأخذ مقال دياتا مقلد وما قالته لنا صديقتنا على محمل الجدّ كي نسأل مجددا: هل هناك حاجة لخطاب وتأثير نسوي اليوم في ظلّ الاحتجاجات اللبنانية الحالية؟ أم أنّ المتظاهرات في لبنان "أحسن" شأنا من البلاد العربية الأخرى، وهذا يكفي؟

هل أقصى مطالبنا هو ان تتظاهر المرأة "اللبنانية" في الشارع دون تحرّش أو أغتصاب؟ هل نقيس القدرة في التعبير عن المطالب بعدد الأجسام النسائية الموجودة في الساحة؟

وهل  تتمتع كل المتظاهرات بالحيوية والحرية والأمان في ساحات التظاهر سواء؟

 

نأخذ النسوية كأداة لاظهار مستويات التحرش، او لتبيان ما تفرضه الساحة من شروط حول الشكل الذي يأخذه الاحتجاج النسائي، والفرد الذي يسمح له بالاحتجاج وذاك الذي "يسقط سهوا"، الذي يصبح غير مرئي أو غيرمرحب به في الشارع.

 

وكما أشارت مقلد في نهاية المقال، هذه التحركات النسائية بحاجة لتطوير وليس للانتقاص. وهذا ما يهدف اليه تساؤلنا المتكرر:

من هنّ المتظاهرات في لبنان؟ لا تتمتع جميع المتظاهرات بالحرية والمساحة في التعبير التي وصفتها مقلد في مقالها وذلك أولا لأنّ المتظاهرات لسن كلهن "لبنانيات". وهذا امر لا مفرّ منه إذ نحن نتشارك هذه المساحة الجغرافية التي نسميها لبنان مع عدد كبير من النساء من سوريا وفلسطين سريلانكا والهند واثيوبيا والفيليبين وغيرها، نزلن الى الشارع لان لديهن مطالب محقة تجاه السلطة ولانهن قد همشن واستغللن في مجال العمل والعام والخاص من قبل السلطة. هنّ ايضا لهن عند السلطة حقوق.

C:\Users\samsungi3\Desktop\dossiers\testimony palestinian women.jpg

مشاركة من منظاهرة على موقع صوت النسوة: https://www.facebook.com/Sawtalniswa/photos/a.431883760185251.96464.120571387983158/1031323710241250/?type=1&theater

 

في ساحة رياض الصلح، شاهدتُ امرأتين ذات بشرة سوداء في الاعتصام

وكانتا تحاولان التخلص من طابور طويل من  الشبان لحقوا بهما

مع عباراتهم المهينة النابية وعبارات السخرية.

هذه الساحة لا تتيح مكانا آمنا للتعبير لهاتين المرأتين.

 

أصوات هؤلاء النساء لا مكان لها للتعبير والعديد منهن يخفن النزول ورفع أصواتهن عاليا لانهن الاكثر عرضة لعنف السلطة وللاعتقال. ولهذه النساء علاقة قديمة مع عنف واستغلال السلطة الذكورية.

 

بالإضافة الى ذلك، كانت العديد من الشعارات في الشارع تستخدم اجسام وجنسانيات النساء لقدح وذم الدولة:

 

C:\Users\samsungi3\Desktop\dossiers\11997393_10155965859970542_1981000601_n.jpg

دول العالم بتقول كننا شراميط ولواط

معن حق ما كل يوم بتنيكنا! الدولة!!

 

 

                                 C:\Users\samsungi3\Desktop\dossiers\mia khalifa.jpg

 

نأخذ النسوية مجددا كأداة لتبيان، اظهار، وقراءة الشارع. لاقت هذه الشعارات رواجاً وشعبية في الاحتجاجات وعند سؤالنا عنها للرجال الذين حملوها، لم يروا اي علاقة بين سبّ المرأة وقدح السلطة. لماذا يستعمل جسد وجنسانية المرأة لايذاء السلطة؟ هذه الشعارات هي ايضا اشارات واضحة للمرأة المرحب بها في الساحة وللمرأة- "المسبّة"-الغير محترمة التي تستعمل لقدح وذم السلطة. لا يوجد مكان آمن ايضا لهذه النساء في الساحة الى الآن.

 

 

C:\Users\samsungi3\Desktop\dossiers\transwomen.jpg

بوست من صفحة الشعب يريد: https://www.facebook.com/alshaabyoureed/photos/a.1592264557702342.1073741829.1592127394382725/1594229054172559/?type=1&pnref=story

 

هل هناك حاجة لخطاب وعمل نسوي اليوم في ظلّ الاحتجاجات اللبنانية الحالية؟ كي نجيب على هذا السؤال ربما يجب علينا ان نجيب على سؤال اخر: ما الذي يقدمه الخطاب والعمل النسوي اليوم؟ لماذا النسوية الآن؟

لأن هناك حاجة لقراءة نسوية تسلط الضوء على عناصر القوة والعنف والتمييز لدى السلطة. هذه القراءة ليست فرعية او ثانوية ولكنها في صلب فهم واستيعاب ممارسات السلطة الذكورية العنفية على المجموعات المختلفة.

 

لأن النسوية أيضا لها أدوات تظهر عنف الشارع الثقافي  تجاه المرأة متمثلا بشعارات ذكورية ترتبط بالسلطة اكثر منها ارتباطا بمطالب احتجاجية

 

لأن النسوية تتيح لنا ان نرى بطريقة أفضل ممارسات العنف والتحرش الذي تواجهه البعض من الشرائح النسائية المهمشة في لبنان، من بين شرائح أخرى.

 

لان النسوية تتيح امكانية ان يعكس الشارع اكثر واكثر مطالب وحقوق النساء سواء كنّ لبنانيات ام لا.

 

 

Publisher: 

Sawt al Niswa

Section: 

Category: 

Featured: 

Popular post

Our portfolio

We wouldn't have done this without you, Thank you Bassem Chit - May you rest in power.

Copy Left

Contact us

Contact Sawt al' Niswa via:

You can also find us on: