اللاجئات الفلسطينيات و مقاومة الفصائل

مخيم مار الياس - إسلام الخطيب

المرأة الفلسطينية التي تحتفل بها القوى والمنظمات الفلسطينية سنوياً وتعتبرها "نموذجاً يحتذى به" تقتل على يد زوجها\ابنها\وابيها يومياً في مخيمات الشتات...وتلك المنظمات التي تجيد إستخدام اللغة الذكورية المغلفة بالمجازات والاستعارات تحمي القتلة. وهناء يعقوب خير دليل على خيانة وتهميش بعض الفصائل للمرأة الفلسطينية.

 

قبل يوم المرأة العالمي بأسبوع، أقدم سالم عوض على قتل زوجته هناء يعقوب في "حي طيطبا"- مخيم عين الحلوة و "إختفى". كثرت الشائعات حول إختفائه ليؤكد أحد سكان المخيم أن سالم عوض إختبأ في مكتب تابع لإحدى الفصائل الفلسطينية "العريقة" و وفقا لما أكده سكان المخيم هو "مكتب العرموشي". المستغرب هنا ليس إحتضان القاتل من قبل فصيل ما، المستغرب هو أن الرجل (م. ن) الذي أمن له تلك الحماية قد أقدم على قتل أمه في العام السابق! وبعد الإتصال بالمشرفين على هذا المكتب ومسؤولين في اللجنة الأمنية أكد جميعهم على أن هذا الخبر هو ليس إلا "شائعة مغرضة تهدف إلى زعزعة أمن المخيم" وكأن خبر قتل رجل لزوجته واختفائه هو أمر عادي ولا يجوز إستغرابه.

بعد مرور عدة أيام على إختباء القاتل، تم تسليمه للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة ولم تتدخل الدولة اللبنانية حتى هذه اللحظة.

والجدير بالذكر هو أن هناء يعقوب لم تتحول إلى خبر تتداوله وسائل الاعلام لدقائق، ولم يضاف إسمها الى لائحة ضحايا العنف الاسري التي نجيد تناسيها. وكأن جنسية هناء جردتها من ذلك، وجنسها جرمها من حقها بالحياة.

 

منذ سنة قتل رجلٌ أمه في عين الحلوة، من أسابيع قتل رجل زوجته في عين الحلوة، وكل يوم تتعرض إمرأة للضرب والتحرش اللفظي والمعنوي والاغتصاب في مخيمات الشتات. هذه جملة لا تستطيع اللغة تلطيفها. إنه الواقع المر، البشع بكل عجز اللغة عن تلطيفه أو حتى وصفه. ويبقى السؤال، لمن تلجأ المرأة الفلسطينية في لبنان؟
المراة الفلسطينية تقمع من قبل الفصائل الفلسطينية والدولة في آن معا. الفصائل الفلسطينية لا ترى فيها الا تحفة فنية يتباهون بها في خطاباتهم ولا تُمثل في القيادات ولا تشارك في القرارت السياسية وتعتبرها سلعة لهم حق المتاجرة بها كما يتاجرون بخطاباتهم عن النضال والمقاومة، هذه الفصائل تغلق ابوابها في وجه المرأة الفلسطينية وتفتحه للمجموعات الاسلامية المتطرفة ولبيوت الدعارة التي "توظف" القاصرات وتدعي انها تهتم لـ "حقوق المرأة". والدولة التي تستغل وضع اللاجئة كإمرأة اولا وكلاجئة ثانيا. 

 

لا يمكن كلاجئات فلسطينيات ان نثق بالفصائل، كلها دون أي استثناء، بعد كل هذه الانتهاكات الموثقة. ولا يمكن غض البصر عن اي فصيل باعتبار انه تاريخ "مقاوم". المقاومة لا تكون على حساب انتهاك اجسادنا وحقوقنا. وهذه الحالة ليست حصراً على اللاجئات، بل ايضا على نساء الداخل اللواتي يقاومن ذكورية الفصائل والاحتلال سويا

Publisher: 

Sawt al' Niswa

Section: 

Featured: 

Popular post

Our portfolio

We wouldn't have done this without you, Thank you Bassem Chit - May you rest in power.

Copy Left

Contact us

Contact Sawt al' Niswa via:

You can also find us on: