مقدمةُ صوتِ النسوة
نعودُ لنكتبَ عن الثورةِ التي نحبُ، عن النسويةِ كممارسةٍ يوميّة. منذ 17 تشرين الأول 2019 والبلادُ تتغيّرُ وتتسعُ لنا جميعاً، لبنانيات ولاجئات ومهاجرات ونساء وأفراد كانت يومياتُهنّ\م ما قبل 17 تشرين الأولمقاومةً يوميةً، كفاحاً يومياً في وجهِ الأبويةِ والطائفيةِ والرأسماليةِ على أجسادِهن\م وأفكارِهن\م ووجودِهن\م بالمطلق. في هذا الفضاءِ الواسعِ والرّحبِ والمتنوّعِ من الأصواتِ والأفكارِ، نَشرُ صوتُ النسوةِ لمقالاتٍ ومحتوى نسوي يرتبطُ بالثورةِ والتجاربِ والأفكارِ النسويةِ يبدو لنا حاجةً مُلحّة.
حينَ نقولُ "الكتابةُ فعلٌ تحرري"، نتذكّرُ الآلافَ من النساءِ المجهولاتِ اللواتي لم نعرِفْ قصصَهنّ وتجاربَهنّ بسببِ الرقابةِ الأبويةِ التي لا تقبلُ إلاّ بإعادةِ تحريرِ كيف نروي الأحداثَ وكيف تُعّمَمُ الأفكارُ التي تلفظُ النساءَ من مركزِها ومحورِها. الكتابةُ فعلٌ يحرّرُ أصواتنا من رقابتِهم، ويضمنُ لنا الحقَ في السّردِ المتنوعِ ويعيدُ لنا الحقَ فيتعريفِ ذواتِنا كما نحنُ نريدُ.
نكتبُ ونغطّي ونعلّقُ على الأحداثِ، نتحدّى المللَ في اعتبارِ أنَّ مشاركةَ النساءِ في الثورةِ أمرٌ جديدٌ، إذ يمكن لنا أنْ نقولَ لكم، راجعوا التظاهراتِ منذ الانتدابِ لتلتقوا بِنا، وتمتّعوا بالتاريخِ القريبِ لتروا وجوهَنا الغاضبةَ التي لم تنفكْ تقاومُ قهرَهم اليوميَ المُمارَسَ على النساء.
من قلبِ الثورةِ، هُنا صوتُ النسوةِ.
Publisher:
Section:
Category: