طول عمري ب هالبلد بسمع "ممنوع الوقوف هون" و"ممنوع المشي هون" و"ممنوع الدخول هون" و"ممنوع" على أنواعه. والحواجز الأمنية وين ما كان،ما بخلّوني إنسى إنه البلد واقف ع الصوص والنقطة.
هذه الثورةُ تشبهُ تلك التي لطالما انتظرناها. لطالما انتظرنا أن يتوحّدَ شعبُنا تحت مطالبٍ معيشيةٍ واقتصادية. لطالما أملنا في أن تتحرّكَ حشودٌ من تلقاءِ نفسها وتملأ الساحاتِ بهتافاتِها المطالبة بحقِها في العيشِ الكريم ومحاسبةِ كل من صادرَ هذا الحق. لطالما أملنا في أن تصنعَ هذه التحرّكات القرارَ السياسي بنفسها، وتغيّرَ مجرى الأمور، وتبني مستقبلاً أفضل. لكن أملي اليوم وأملُ الكثير من النساء هو أن تكونَ هذه الثورةُ هي التي انتظرناها وناضلنا لعقودٍ من أجلها.
لم يعد القتلُ سهلاً في بلدٍ رصاصُ المسدسِ فيه على الصدورِ وفي الرؤوسِ أمرٌ عادي، و"بيقْطَع". لم يعد القتلُ حادثاً فردياً يعتذر عنه الزعيمُ ويحصدُ منِه شرعيةً، لم يعد مشهدُ العزاءِ صورةَ الذّلِ التي كسرت ظهورَ الكثيرين: إرسلان بيّْك يدخن غليوناً ويجلس رافعاً رجلاً فوق الأُخرى وبقربه أبُ القتيل يبكي. الموتُ عند الزعيم ماضٍ وحاضرٌ ومستقبل، موتُ كُل الناس إلاه، موتُ كُل الأحلامِ إلّا كوابيسه التي تجعلُنا نزورُ المقابرَ باكراً ونخافُ من الحائطِ حتى لو مشينا قربه.
نعودُ لنكتبَ عن الثورةِ التي نحبُ، عن النسويةِ كممارسةٍ يوميّة. منذ 17 تشرين الأول 2019 والبلادُ تتغيّرُ وتتسعُ لنا جميعاً، لبنانيات ولاجئات ومهاجرات ونساء وأفراد كانت يومياتُهنّ\م ما قبل 17 تشرين الأولمقاومةً يوميةً، كفاحاً يومياً في وجهِ الأبويةِ والطائفيةِ والرأسماليةِ على أجسادِهن\م وأفكارِهن\م ووجودِهن\م بالمطلق. في هذا الفضاءِ الواسعِ والرّحبِ والمتنوّعِ من الأصواتِ والأفكارِ، نَشرُ صوتُ النسوةِ لمقالاتٍ ومحتوى نسوي يرتبطُ بالثورةِ والتجاربِ والأفكارِ النسويةِ يبدو لنا حاجةً مُلحّة.
تعترض مسيرة الحركة النسائية الكثير من العقبات، منها الموضوعية ومنها الذاتية. لكني ساتناول عقبة جديدة على هذه الحركة (وان كانت قديمة في تاريخ المجتمعات) الا وهي "صراع الاجيال" . فما مدى تأثير هذه "العقبة" على الحركة النسائية اللبنانية ، وكيف السبيل الى تخطيها؟